مسجد شكرين – Şakirin Camii
تمّ بناء مسجد شاكرين من قبل وقف سميحة شاكر المملوك من قبل الإخوة غازي وغادة وغسان شاكر، وتمّ افتتاحه للعبادة في العام 2009م مستغرقاً أربع سنوات ونصف للبناء والتجهيز، وتبلغ مساحة المسجد عشرة آلاف متر مربّع ويتّسع لـخمسمئة مصلٍّ، ويشتمل على مئذنتين بارتفاع 35 متراً.
وقد أولى الإخوة شاكر المسجد عنايةً كبيرة حيث قاموا باختيار الآيات والخطوط التي سيتمّ رسمها داخل الجامع.
يبتعد المسجد بتفاصيله عن كلّ ما هو تقليديّ أو نمطيّ، بدءاً من مهندسته المعماريّة “زينب فاضل اوغلو” التي منحها عملُها في مسجد الشاكرين لقب أوّل مصمّمة مسجد مُستعينةً بتصميم للمهندس المعماريّ التركيّ المعروف “خسرف تايلا”.
وقد صرّحت المهندسة زينب بأنّها حاولت من خلال تصميمها أن تقيّم صرْحاً يوزّع الإلهام على المبدعين ويفتح لديهم آفاق الإبداع.
في قلب فناء مسجد شاكرين تمّ تصميم بركة مياه جميلة للغاية تتوسّطها كُرة كبيرة من الفولاذ ترمز إلى الكون، بينما يتزيَّن الرواق المؤدّي إلى داخل المسجد بأسماء الله الحسنى المكتوبة بعناية فائقة وبشكل بسيط يخلو من الزخرفة.
بينما غلب على المنبر طابع الحداثة، حيث صُنع من مادّة الأكريليك اللّمّاعة، بسلّم يوحي بالصعود إلى السماء في رمزيّة لليلة المعراج.
إذا دخلت المسجد ستجده محاطاً بالزجاج الذي تنفذ منه أشعّة الشمس من ثلاثة أطراف بدل الجدران، وتمّ رسم آيات سورة النور من الداخل، وقد قام النقّاش الماهر سميح ايرتش بتنفيذ النقوش الداخلية، بينما نفّذ النصوص الخطاط البارع حسين كوتلو، وتتميّز كلّ الخطوط بكونها من ورق الذهب الخالص عيار 23 وقد استغرق العمل على إنجازها قرابة عامين.
أمّا القبّة فهي من الألمنيوم المركّب وهي مصمّمة بأجمل هيكل وداخلها مزيّن بالكتابات، وجاء المحراب في مسجد الشّاكرين مختلفاً عن المحراب العثمانيّ المعروف، فقد صُمّم على شكل هلال كبير أزرق اللون في وسطه دائرة نحاسيّة مزيّنة بنقوش ذات طابع زخرفيّ سلجوقيّ.
وتتدلّى الثريّا دائريّة الشكل وهي مصمّمة بثلاث حلقات كلّ منها داخل الآخر لتكون أكثر قدرة على نشر الضوء وهي ترمز إلى الرحمة النازلة، وفي المسجد مصلّى خاصّ بالنساء مزيّن بزينة مستوحاة من العصر السلجوقي العثمانيّ.